قصة قصيرة جداً ( لا أود أن تصل رسالتي إلى مقبرة )

لا أود أن تصل رسالتي إلى مقبرة ......
هدوء الأمــواج زرقة السماء المنعكسة على الشاطئ خيوط الشمس الدافئة وقطرات الماء الكرستالية التي تخلفها النوارس عند إقلاعها لكم أود سماع صوت تلك الطيور التي أعشق, ثمة قاربٌ صغير لم يتحرر بعد بابتسامته العريضة يستدعي فتاة تخاصمت خصلات شعرها على وجهها أثر تحريره من الوشاح الأحمر لطالما تأملت لوحتي هذه شوقاً أن يصل قاربي للأفق البعيد حقاً إنها لوحة من أجمل ما رسمت وهذا تعليق أحد أساتذتي وثمة عادةً ما يزعجني ويحطم حتماً أوتاري و أنا في أوج العزف على تأملاتي, صراخُ يعلو ويعلو ظننت أنها إحدى بطلات مخطوطاتي لابد إنها تلك الأم في لحظة الولادة أو تلك التي فقدت وليدها في حرب عشوائية حتماً إني أتوهم وذلك الصوت الأجش الذي يزجرها بترديده (كل إنسان يصبح شاعراً إذا مسه الحب) أيقنت بعدها انه عقلي الباطن ولا بد من إن أفلاطون يلاطفني ولكن هذه الأصوات تتردد كل يوم ككابوس وثمة من باغتني في هذه اللحظة: من هذه ؟ مشيراً إلى الفتاة ذات الفستان القصير التي كانت تحاول جاهدة الصعود إلى المركب الصغير- وأردف لا تحلمي كثيراً..... وقبل أن أنبس ببنت شفة وحال مطابقتي صوت شبح أفلاطون بمن يكلمني فوجئت بأن لوحتي أصبحت رماداً وإني بلا جديلة وبين شتيمة وسباب وضرب أصبحت في زنزانة تقطن في أحدى زواياها امرأة تتمتم بكلام موزون وقد تحولت أظافرها كما شفرات ممزقة الجدار بقوافيها وقالت: لا تقفي وكأنها تقول أحفري لوحتك وفكِ وثاق القارب لينساب بعيداً وليحلق مع الطيور .
Delete ReplyReply ForwardMovePrint Actions NextPrevious