تلـــومني الدنـــيا أذا أحببت
كــأننــي أنا الذي خلـــقت الحـــب واخــترعــته
كــأننـــي أنـــا على خـــدود الورد قـــد رسمــــته
كـــأننــي أنا الـــذي ......
للطـــير في السمـــاء قــد علمـــته
وفي حقـــول القمح قـــد زرعـــته
وفي ميــــاه البحـــر قــد ذوبتـــه
كـــأنني أنا الـــذي .....
كالقمـــر الجمـــيل في السمـــاء قــد علقـــته
تلومنــي الدنـــيا أذا سميـــتُ من أحـــب أو ذكــرتــه
كــأنني أنا الهــوى .. وأمــه .. وأختـــه
هذا الهــوى الذي أتـى من حيث ما انتظــرته
مختــلف عن كل ما عرفـــت ...
مختلف عن كل ما قــــرأت ...
وكـــل ما سمعـــت ...
لو كنــــت أدري أنه نوع من الإدمــان ما أدمنتـــه
لو كنـــت أدري أنه ...
بــاب كثـــير الريــح ... ما فتحـــته
لو كنـــت أدري أنه ...
عـــود الكبـــريت ما أشعلـــته
هذا الهــــوى أعنـــف حـــبٌ عشتـــه
يا ليـــتني حيـــن أتـــاني فاتـــحاً ....
يـــديـــه لـــي رددتـــه
وليتــــي من قبــــل أن يقتــــلني ...
قــتـــلــــته ........
هـــل أكتـــب يا ناري غـــزلاً ؟
بـــدون القلـــب .. كيف الشـــوق يوجــد ؟
وبــدون الشـــوق ... كيـــف الحـــب يـــولد؟
وأنـــت تغــتالين ... أعمــــاق الحياة
وأصبحت والشعـــر وجــدانــي
فـــلا تبـــكـــي ...
على شبــحٍ طواه اللــيل خلـــف الوهـــم والمحــن
وخلــف بلاده الأشيــاء تســـكن حــروف الشعـــر والزمـــن
وخـــلف الصـــبــر ......
لا تبكـــي على شيء ...
فقــد قـــامت قــيامتـــنا حبــيبــتي .. وحوســـب عـــابــد الوثـــن
لــ نزار قباني